مترو الرياض- نبض أطول، خطى أسرع، خدمة أفضل
المؤلف: وفاء الرشيد08.28.2025

من يتأمل التطورات المتسارعة التي شهدتها الرياض على مدار العقد المنصرم، يدرك أنها مدينة تتشكل من جديد كعاصمة عصرية عالمية، تنبض بالحياة، وتخطو بخطوات ثابتة نحو المستقبل من خلال مشاريع النقل والبنية التحتية الطموحة. وفي صميم هذه التغيرات الجذرية، يتربع مشروع "مترو الرياض" كأيقونة بارزة للرؤية الاستشرافية، بل وضمانة جوهرية لازدهار المدينة في مرحلة ما بعد النفط.
ولكن، دعونا نكون منصفين وواقعيين: قيمة أي بنية تحتية لا تُقاس بجمال تصميمها فحسب، بل بمدى كفاءتها في خدمة السكان وتلبية احتياجاتهم، وتناغمها مع إيقاع الحياة في المدينة!
ومع التزايد المطرد في عدد السكان، والضغط المتفاقم على شبكة الطرق، أصبح من الأهمية بمكان أن تقوم الهيئة الملكية لمدينة الرياض وشركة مارو العاصمة Camco بإعادة تقييم ساعات عمل المترو وزيادة عدد العربات، لكي يتحول من مجرد منظومة "جمالية ومحدودة" إلى منظومة "ذكية وفعالة" تخدم الجميع.
في الوقت الحالي، يبدأ تشغيل المترو في الساعة 6 صباحًا ويتوقف في منتصف الليل... ولكن هذا التوقيت لا يراعي احتياجات شرائح واسعة من سكان المدينة:
* العاملون في القطاع الصحي والفندقي والمطاعم، الذين تبدأ أو تنتهي مناوباتهم في ساعات الفجر أو بعد منتصف الليل، ويحتاجون وسيلة نقل موثوقة ومريحة.
* الطلاب الجامعيون والموظفون القادمون من ضواحي المدينة، الذين يضطرون للوصول مبكرًا أو العودة متأخرًا، ويتطلعون إلى وسيلة مواصلات سريعة وفعالة.
* الزوار والسياح، خاصة خلال موسم الصيف المزدحم والفعاليات المتنوعة، الذين يفاجأون بإغلاق المترو في أوج الموسم السياحي، وبالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة الشديد.
ما هو الحل الأمثل؟
الحل يكمن في تمديد ساعات التشغيل حتى الساعة 2 بعد منتصف الليل، ومن ثم تطبيق زيادة تدريجية على التعرفة بواقع ثلاثة أضعاف التعرفة العادية لكل نصف ساعة إضافية.
لنتأمل مدينة إسطنبول كمثال حي وملموس، حيث يعمل المترو على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع. وخلال الفترة الممتدة من منتصف الليل حتى السادسة صباحًا، يتم تقليل عدد الرحلات إلى رحلة واحدة كل 30 دقيقة، مع فرض تعرفة ثلاثية على الركاب (بدلًا من 4 ريالات تصبح 12 ريالًا). هذا النظام يساهم في تغطية تكاليف التشغيل والحفاظ على الاستدامة المالية للمشروع.
بعبارة أخرى: الخدمة متواصلة، والاقتصاد مزدهر، والراحة متوفرة... ولكن بتكلفة أعلى يتقبلها المستخدم عن طيب خاطر؛ لأنه يعلم أن البديل هو إضاعة الوقت والجهد أو دفع مبالغ باهظة لسيارات الأجرة.
تتجلى الأزمة الحقيقية اليوم في الازدحام الخانق خلال ساعات الذروة، حيث تتداخل الطبقات الاجتماعية المختلفة، وتتفاقم المعاناة بسبب الحرارة والرطوبة والروائح الكريهة، مما يحول تجربة الركوب إلى عذاب لا يطاق. لقد أصبح من الواضح بجلاء أن عدد العربات الحالي غير كافٍ لاستيعاب الضغط اليومي، خاصة في المحطات الرئيسية مثل العُليا، الملك عبد الله، والبريد المركزي، وSTC.
في أوقات الذروة، يتحول المترو إلى ما يشبه "علبة سردين متحركة"، حيث يجد العديد من الركاب صعوبة بالغة في الصعود إلى القطار، وقد يضطرون إلى الانتظار لمرور قطارين أو ثلاثة! فلماذا لا يتم تسيير قطار كل 3 دقائق كحد أقصى خلال الفترة من 7 صباحًا إلى 10 مساءً، لتلبية الطلب المتزايد؟
في الختام: هل نصبو إلى مترو للاحتفالات والمناسبات الرسمية، أم إلى مترو يخدم المستقبل ويواكب تطلعات المدينة؟
المترو ليس مجرد مشروع لتجميل صورة المدينة، بل هو أداة لخدمة سكانها وتحسين جودة حياتهم... وليس فقط للقضاء على الازدحام، بل لتنظيم الحياة اليومية وتسهيلها. ولن يتخلى الناس عن سياراتهم الخاصة إذا كان المترو لا يلبي احتياجاتهم في الأوقات الحرجة، أو لا يضمن لهم مقعدًا مريحًا في ظل الازدحام الشديد.
مترو الرياض بحاجة إلى نبض أطول، وخطوات أسرع، ورؤية تشغيلية تواكب طموح بنيته التحتية المتطورة... والمعادلة ليست معقدة: مدّد ساعات التشغيل، زد عدد العربات، وامنح المواطن ما يستحقه من راحة ورفاهية.
الرياض تستحق الأفضل دائمًا.. فليكن قطار الرياض على قدر هذا التحدي الكبير.
ولكن، دعونا نكون منصفين وواقعيين: قيمة أي بنية تحتية لا تُقاس بجمال تصميمها فحسب، بل بمدى كفاءتها في خدمة السكان وتلبية احتياجاتهم، وتناغمها مع إيقاع الحياة في المدينة!
ومع التزايد المطرد في عدد السكان، والضغط المتفاقم على شبكة الطرق، أصبح من الأهمية بمكان أن تقوم الهيئة الملكية لمدينة الرياض وشركة مارو العاصمة Camco بإعادة تقييم ساعات عمل المترو وزيادة عدد العربات، لكي يتحول من مجرد منظومة "جمالية ومحدودة" إلى منظومة "ذكية وفعالة" تخدم الجميع.
في الوقت الحالي، يبدأ تشغيل المترو في الساعة 6 صباحًا ويتوقف في منتصف الليل... ولكن هذا التوقيت لا يراعي احتياجات شرائح واسعة من سكان المدينة:
* العاملون في القطاع الصحي والفندقي والمطاعم، الذين تبدأ أو تنتهي مناوباتهم في ساعات الفجر أو بعد منتصف الليل، ويحتاجون وسيلة نقل موثوقة ومريحة.
* الطلاب الجامعيون والموظفون القادمون من ضواحي المدينة، الذين يضطرون للوصول مبكرًا أو العودة متأخرًا، ويتطلعون إلى وسيلة مواصلات سريعة وفعالة.
* الزوار والسياح، خاصة خلال موسم الصيف المزدحم والفعاليات المتنوعة، الذين يفاجأون بإغلاق المترو في أوج الموسم السياحي، وبالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة الشديد.
ما هو الحل الأمثل؟
الحل يكمن في تمديد ساعات التشغيل حتى الساعة 2 بعد منتصف الليل، ومن ثم تطبيق زيادة تدريجية على التعرفة بواقع ثلاثة أضعاف التعرفة العادية لكل نصف ساعة إضافية.
لنتأمل مدينة إسطنبول كمثال حي وملموس، حيث يعمل المترو على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع. وخلال الفترة الممتدة من منتصف الليل حتى السادسة صباحًا، يتم تقليل عدد الرحلات إلى رحلة واحدة كل 30 دقيقة، مع فرض تعرفة ثلاثية على الركاب (بدلًا من 4 ريالات تصبح 12 ريالًا). هذا النظام يساهم في تغطية تكاليف التشغيل والحفاظ على الاستدامة المالية للمشروع.
بعبارة أخرى: الخدمة متواصلة، والاقتصاد مزدهر، والراحة متوفرة... ولكن بتكلفة أعلى يتقبلها المستخدم عن طيب خاطر؛ لأنه يعلم أن البديل هو إضاعة الوقت والجهد أو دفع مبالغ باهظة لسيارات الأجرة.
تتجلى الأزمة الحقيقية اليوم في الازدحام الخانق خلال ساعات الذروة، حيث تتداخل الطبقات الاجتماعية المختلفة، وتتفاقم المعاناة بسبب الحرارة والرطوبة والروائح الكريهة، مما يحول تجربة الركوب إلى عذاب لا يطاق. لقد أصبح من الواضح بجلاء أن عدد العربات الحالي غير كافٍ لاستيعاب الضغط اليومي، خاصة في المحطات الرئيسية مثل العُليا، الملك عبد الله، والبريد المركزي، وSTC.
في أوقات الذروة، يتحول المترو إلى ما يشبه "علبة سردين متحركة"، حيث يجد العديد من الركاب صعوبة بالغة في الصعود إلى القطار، وقد يضطرون إلى الانتظار لمرور قطارين أو ثلاثة! فلماذا لا يتم تسيير قطار كل 3 دقائق كحد أقصى خلال الفترة من 7 صباحًا إلى 10 مساءً، لتلبية الطلب المتزايد؟
في الختام: هل نصبو إلى مترو للاحتفالات والمناسبات الرسمية، أم إلى مترو يخدم المستقبل ويواكب تطلعات المدينة؟
المترو ليس مجرد مشروع لتجميل صورة المدينة، بل هو أداة لخدمة سكانها وتحسين جودة حياتهم... وليس فقط للقضاء على الازدحام، بل لتنظيم الحياة اليومية وتسهيلها. ولن يتخلى الناس عن سياراتهم الخاصة إذا كان المترو لا يلبي احتياجاتهم في الأوقات الحرجة، أو لا يضمن لهم مقعدًا مريحًا في ظل الازدحام الشديد.
مترو الرياض بحاجة إلى نبض أطول، وخطوات أسرع، ورؤية تشغيلية تواكب طموح بنيته التحتية المتطورة... والمعادلة ليست معقدة: مدّد ساعات التشغيل، زد عدد العربات، وامنح المواطن ما يستحقه من راحة ورفاهية.
الرياض تستحق الأفضل دائمًا.. فليكن قطار الرياض على قدر هذا التحدي الكبير.